أثناء الحرب العالمية الثانية ، وفى دولة تخوض الحرب ، جلس راهب فى حديقة ديره يتأمل فى كلمات الكتاب المقدس : " والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجرة فكل شجرة لا تصنع ثمراً تقطع وتلقى فى النار " (لو3:9 ) .
فناجى الله قائلاً : " لماذا خُلقنا ضعفاء مثل شجرة ؟ لماذا لم تخلقنا أشداء مثل هذا الباب الحديدي ، أو أقوياء مثل هذا السور الضخم ؟!
وبينما كان يقول هذا ، ألقت إحدى طائرات العدو بقنبلة قرب الدير ، فتناثرت الشظايا وأصابت الباب الحديدى والسور العالى والشجرة التى كان يجلس عليها الراهب ، وكاد أن يُصاب هو أيضاً ، لولا عناية الله به .
قرر الرهبان ترك الدير لأنه يقع قرب موقع القتال ، وذهبوا إلى دير آخر استضافهم هذه الفترة .
مرت السنوات وعاد الراهب إلى ديره ، وذهب ليرى المكان الذى كان يجلس فيه متأملاً عندما سقطت القنبلة . ورأى الثقوب فى الباب ، وقد غطاها الصدأ وكبر حجمها ، وعششت الفئران والطيور فى الجدار ، ونظر إلى الشجرة يبحث عن أثر الثقوب ، فلم يجدها ، لأن الشجرة نمت وغطت هذه الثقوب بقشور خشبية جديدة ، وتجددت الوريقات المصابة بأوراق جديدة زاهية .
فقال : " أشكرك يارب لأنك خلقتنى متجدداً مثل الشجرة ، أتغلب على أى ظروف محيطة ، وليس مثل الجدار أو الباب الحديدى ، فرغم من صلابتهم الظاهرة ، إلا أنه ليس فيهم حياة تتجدد وتتغلب على المشاكل " .
مرقص عبدالفادي