ماكانش مصدق الخبر ..
مبروك هتبقى اب ..
ازاى وانا عجوز كدة ..
وفضل مستنى الشهور تعدى ..
اصله كان خايف مايلحقش يشوفه
وجه اخيراً .. واد صغير زى العسل ..
يمكن مش اجمل طفل فى العالم ..
بس كفايه انه ابنه ..
ودا كفيل انه يخليه فى عينيه ..
اجمل ولد فى الدنيا ..
ويكبر الواد الصغير قدام عينين ابوه ..
ويفضل يراقبه وهو بيلعب ..
ويتخطف قلبه كل شوية لو شافه بيقع ..
ويجرى يشيله ..
ويسأل نفسه ..
هو انا هاعيش لغاية مافرح بيك ..
غصب عنه ماقدرش يمنع تفكيره ..
انه يتخيل ابنه جنب عروسته ..
طب هيعيش معايا فى البيت ..
ولا اجيب له بيت لوحده ..
لا انا هاخليه يتجوز معايا هنا ..
عشان العب مع ولاده ..
دا لو ربنا مد فى عمرى اصلاً ..
كل دى كانت حساباته هو ..
بس كان فيه حسابات تانية ..
هو مايعرفش عنها حاجة ..
فى يوم وليلة ..
جا له امر من فوق ..
انا عايزه ليّا ..
وعشان هو ماتعودش يعارض ..
مافكرش حتى انه يجادل ..
ورغم انه استناه كتير قوى
لحد ما جه
وياما حلم بيه
حتى من قبل ما يشوفه
بس برضه هو عارف انه اصلاً مش بتاعه ..
دى امانه عنده ..
وقت ما صاحبها يطلبها ..
لازم يرجعها ..
ياللا يا حبيبى ..
هنروح فين يا بابا .. هنخرج ؟ ..
اه يا حبيبى .. هنخرج ..
طب ماما مش هتيجى معانا ؟؟
لا .. انا وانت بس ..
على فكرة
احنا رايحين نقدم حاجة غالية لربنا ..
لازم تلبس كويس ..
بجد يا بابا ..
هنقدم ايه؟ ..
هنقدم دبيحة غالية ..
واخد السكين وباقى اللوازم ..
واخد ابنه .. وابتدوا رحلتهم ..
بالنسبة له .. كانت رحلة رايح جاى
لكن بالنسبة لابنه ..
كانت رحلة رايح بس
لأنه كان رايح يقدمه .. للى بعتهوله
ماقدرتش امنع نفسى اتخيل ..
اللى دار بينهم فى الطريق ..
بابا .. هى فين الدبيحة اللى هنقدمها ..
هنشوف يا حبيبى .. ربنا هيرتبها
وسؤال تانى من غير اجابة ..
بابا .. مش كنت جبت ماما معانا تتفرج ..
وف سره ..
تتفرج على ايه بس ..
تتفرج على نفسها وهى بتتقطع ..
وسؤال كمان من غير اجابة ..
بابا .. لما ارجع هتسيبنى العب شوية مش هانام علطول
لكن الرد اللى فى باله ..
مافيش لعب تانى خلاص يا حبيب ابوك ..
ويوصلوا المكان الموعود ..
المكان اللى عاين ..
واحد من أعظم المشاهد فى التاريخ ..
يجهز ابوه كل حاجة ..
ويمسك الحبل ..
ويوطى على ايدين ابنه الصغيرين ..
ويلفهم من وراه .. ويربطه ..
بابا انت بتعمل ايه ..
دى لعبة جديدة؟؟
لا يا حبيب ابوك ..
دى مش لعبة ..
دا طلب وأمر .. وانا ماقدرش اخالف ..
وهنا برضه ماقدرتش امنع نفسى
انى اتخيل اللى دار بينهم ..
طب انا ماسلمتش على ماما ..
احنا مشينا وهى نايمة ..
هتقوم تتخض عليا ..
طب ارجع اسلم عليها ..
مش هينفع يا ضنايا ..
طب لما ترجع لها ..
قول لها .. انى بحبها قوى ..
وبسرعة كمل ربط ..
وكأنه سد ودانه وعينيه عشان يكمل اللى بيعمله ..
وف لحظة شال ابنه مربوط ..
وضمه لصدره قوى ..
اصله اخر مرة يلمسه ..
وفى ثوانى كان بيمر قدامه ..
شريط حياته فى كل مرة كان بيشيله لما يقع
دى كلها كانت حساباته هو ..
لكن كان فيه حسابات تانية مايعرفش عنها حاجة ..
وفجأة .. يتغير الحال ..
وييجى امر تانى ..
من اللى فى ايده تغيير كل الأحوال
لا ده مش امر .. دى حياة دبت فى جسمه تانى
ماتلمسهوش بأى شر ..
انت برهنت على حبك ..
وبرضه ماقدرتش امنع نفسى انى اتخيل ..
اللى دار بينهم وهم راجعين ..
اكيد راجع شايله الطريق كله ..
وهم الاتنين ساكتين ..
بس جوا دماغ كل واحد فيهم ..
افكار مالهاش عدد ..
معقولة بابا بيحب ربنا كدة ..
اكيد ربنا ده حلو قوى عشان بابا يعمل كدة ..
معقولة انت حنين قوى يا رب كدة ..
انا قلبى كان هيتخلع على ابنى ..
بس انت اللى خلقتنى وخلقت ابنى ..
ما ينفعش اعزه عنك ..
وتخلص الحكاية .. اللى كلنا عارفينها وحافظينها
بس للأسف .. صعب قوى نقول احنا حاسينها ..
وبرغم اختلافات كتير بينا ..
بس اللى كلنا متفقين عليه ..
ان الأب ده .. ماتكررش ..
او بمعنى اصح .. الحب ده ماتكررش ..
ومن وقت للتانى ..
ربنا بيسألك نفس السؤال ..
انت بتحبنى ..
وعشان ربنا عارف ان احنا ضعفا ..
وبتوع كلام ..
مش بيرضى يكسفنا قدام نفسنا ..
وسايبنا مصدقين ان احنا بنحبه ..
اكتر حاجة فى حياتنا ..
ودى حكمته من وجود المشاكل فى حياتنا ..
لو استحملتها وشكرته ..
يبقى كأنك بتقول له ..
ايوة بحبك يا رب ..
كل اللى تجيبه كويس ..
ولو تعبت منها وطلبته يرفع عنك ..
يبقى برضه كأنك بتقول له ..
ايوة بحبك يا رب ..
وماليش غيرك اطلب منه ..
لكن .. لو اتذمرت واعترضت
اكيد عارف كدة يبقى كأنك بتقول له ايه ..
وخلّى بالك ..
ربنا مش بياخد منك حاجة ..
مش بتاعته اصلاً ..