صدقني واقفه عليك وبيك

شاب زيه زي اي حد فينا .. كلمة " هي واقفه عليا " كانت اكتر كلمة بتتردد علي لسانه
مش هتيجي معانا الفرح ؟؟ ياعم هي واقفه عليا
مش هتيجي معانا نعزي ؟ ياعم هي واقفه عليا
مش هتيجي معانا الرحلة ؟؟ ياعم هي واقفه عليا
مش هتيجي معانا نصلي ؟؟ ياعم هي واقفه عليا
مش كده وبس .. الحال كان متطور جدا معاه جداً لدرجة انه مكنش بيدخل خالص الكنيسة وكل الاباء افتقدوه بالطرق التقليديه اللي كلنا نعرفها .. يعني يرحوله البيت ويشربوا معاه الشاي ويتكلموا معاه وياخدوا منه وعد انه هيروح ويقول انا هاجي بيرجع في كلامه ومش بيروح
او بمعني اصح مش بيرجع في كلامه .. لأنه هو من الاساس مش جاد في كلامه وبيقولهم كده وخلاص علشان يرضيهم ويمنزلهمش مكسوفين من عنده

وفي يوم من الايام الشاب ده مر بظروف صعبة جدا
خلته يخسر فيها كل شئ واقرب الناس ليه بعدوا عنه
وبعد تفكير طويل منه قرر انه يروح الكنيسة ويصلي ويقرب من ربنا علشان مشكلته تتحل .. حل تقليدي بيعمله كتير مننا لما يلاقي العقده كبرت ومش عارف يفكها .. بيطلب ساعتها ايد ربنا تدخل وتفكها

لكن حصل موقف غريب جدا
الشاب ده راح الكنيسة في يوم مفهوش قداسات اصلا
وطبعا علشان هو مش بيروح فأكيد مش هيعرف ايه الايام اللي فيها القداسات وايه الايام اللي مفهاش

الموقف الغريب اللي حصل بقى ايه ؟؟؟
ان كان فيه كاهن في قاعة الكنيسة بيجيب القربان اللي هيتصلى بيه القداس وكان معاه شماس تاني
وكانوا رايحين يخدموا في قرية مع اب كاهن تاني من اهل القرية دي
وكان الكاهن اللي في الكنيسة بيجيب القربان من القربني قبل مايروح للكاهن التاني في القرية اللي هيصلوا فيها القداس

الكاهن اول ماشاف الشخص ده سأله ايه جايبه في يوم زي ده وبدري كده
قاله انا جاي احضر القداس لكن ملقتش حد
هو مفيش قداس انهارده يا ابونا ولا لا

ابونا فرح جدا جدا انه موجود في الكنيسة واخيرا دخلها
مقعدش بقى يقوله وايه فكرك بيها وايه اللي جابك ,, ابداً ..
عمل نفس اللي عمله سيده في قصة الابن الضال .. نسي كل شئ وخده في حضنه ,, وملقاش رد يجاوب بيه الشاب ده غير كلمة
مين بس قال انه مفيش ؟ فيه طبعا وهيبدا حالاً
ابونا ميل علي الشماس اللي كان معاه وقاله روح القرية عند ابونا اديله القربان ده وقوله ابدا انت القداس علشان انا لظروف طارئه مش هقدر اكون معاه
وبالفعل خد الشماس القربان ومشي ...
أما ابونا فخد الشاب ده وطلع بيه الكنيسة فوق علشان يبدأوا القداس

وهنا هتبدأ القصة .. جاهزين تسمعوها ؟؟

الشاب لقى ابونا بيقوله .. تعالي الهيكل اختار ليك تونيه علشان تلبسها
افرد عليه بإستغراب وقال .. تونية ؟ ده انا لما كنت باجي زمان الكنيسة كنت باروح متأخر بعد قراية الانجيل علشان متحرجش في اني اقرا الابركسيس ولا الكاثوليكون ولا البولس .. تقوم قايلي البس شماس وارد معاك المردات في العلن كده

ابونا قاله محدش جه غيرك ومش هينفع نتأخر علي ربنا اكتر من كده .. البس واللي تعرف تقوله قوله واللي متعرفش انا هقوله مكانك
انت هتقول مردات الشماس والشعب والحاجه اللي هتقف فيها انا هقولها من تلقاء نفسي

الشاب بعد الحاح شديد من ابونا .. وافق
وبدأ القداس
اول ربع ساعه محدش جه
فات نص ساعه محدش جه
ساعه الا ربع محدش جه
ساعه محدش كده
وكل ده الشاب ميعرفش انه اصلا محدش هيجي لأنه اصلا مفيش قداس بيتعمل في اليوم ده
ابونا بدأ يناول وبردو محدش جه
والشاب نسي تماما انه مكسوف او انه اول مرة يقول المرادات دي
لقى نفسي مندمج جدا وبيرد علي ابونا زي ماهو مكتوي قدامه في الكتاب

خلص القداس وابونا قال للشاب ده تعيش وتصلي .. لولاك مكنش هيبقى فيه قداس .. لولاك مكناش هنصبح علي ربنا انهارده
شوفت بقى انها وقفت عليك ازاي ؟؟

كان من السهل اوي ان ابونا ياخد الشاب ده معاه في العربية للقرية اللي هيروحوا يصلوا فيها
لكن لو كان عمل كده كان الشاب ده هيتأكد انها فعلا مش واقفه عليه .. لأن هيلاقي اللي هيقوم باللي هو عمله
ابونا اصر انه يعمل بيه قداس لوحده علشان يعلمه درس مش هينساه ولا احنا كمان هننساه
اللي يدوق الحلو .. يتحلى بيه .. ويشتهيه طول عمره
وابونا خلى لسانه يدوق الحلو .. والشاب ده طلب من ابونا ان اليوم ده من كل اسبوع يكون معاه في الكنيسة ويصبحوا علي ربنا فيه

لو كل واحد في الدنيا قال هي واقفه عليا الدنيا مش هتبقى دنيا ولا الحياة هتبقى حياة .. لأن ربنا مبيخلقش حاجه صدفة

#واقفه_عليك
لـ مايكل سامي

إرسال تعليق

أحدث أقدم

اخفاء القائمة الجانبية من الموضوع